تقرير مجلس الإدارة
المساهمين الأعزاء،
يسرني أن أضع بين أيديكم النتائج المالية المحققة خلال الربع الثاني المنتهي في 30 يونيو 2022م.
تحسنت التوقعات المستقبلية للاقتصاد العماني على خلفية الارتفاع في أسعار النفط ورفع جميع التدابير والإجراءات الاحترازية المتعلقة بفيروس كورونا – كوفيد 19. توقع مؤخراً تقرير صندوق النقد الدولي استمرار النمو القوي لاقتصاد سلطنة عُمان خلال العامين الحالي والمقبل، حيث رفع الصندوق توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة ونصيب الفرد منه، الأمر الذي يُعد مؤشراً إيجابياً على تعافي الاقتصاد العُماني من تبعات الجائحة واكتسابه زخماً جديداً يعزى إلى خطط التحفيز وتطوير بيئة الأعمال وارتفاع أسعار النفط.
و من جانبها أوضحت وزارة المالية بالنشرة الشهرية للأداء المالي الصادرة بنهاية يوليو 2022م إلى ارتفاع الإيرادات العامة للدولة بنسبة 54,2% في النصف الأول من عام 2022، حيث يُعزى هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى ارتفاع الإيرادات النفطية كما سجلت الميزانية العامة للدولة فائضاً مالياً حتى نهاية شهر يونيو 2022 بلغ نحو 784 مليون ريال عُماني مقابل عجز (1,108) مليون ريال عُماني عن نفس الفترة من عام 2021. وأكدت الوزارة أنه سيجري توجيه الفائض المُحقق لتعزيز التعافي الاقتصادي بزيادة الإنفاق على المشاريع الإنمائية ذات الأولوية وخفض مستوى المديونية العامة للدولة.
على الصعيد العالمي، خفض صندوق النقد الدولي تقديراته لنمو الأقتصاد العالمي نتيجةً لتداعيات الصراعات الجارية في العالم وزيادة التضخم الناتج عن اختلال في قوى العرض والطلب الذي صاحب جائحة كورونا، إلى جانب اتباع سياسة نقدية انكماشية في العديد من الدول.
وفي السياق التنظيمي والتشريعي، أصدر البنك المركزي العُماني مؤخرا، الإطار التنظيمي لحماية المستهلك المالي للمصارف والشركات المالية العاملة بأنواعها في السلطنة، حيث يهدف هذا الإطار إلى ضمان وصول المستهلك إلى الخدمات المالية وكذلك العمل على بناء ثقة المستهلكين وتعزيز وعيهم ومعرفتهم بالخدمات والمنتجات بالقطاع، وأيضا إيجاد أسواق مالية صحية تنافسية تتبنى أفضل الممارسات الدولية المتبعة، علاوة على تحقيق الشمول المالي والنمو الاقتصادي السليم.
الأداء المالي
يظهر أداء البنك للنصف الأول من عام 2022 صافي ربح موحد بعد الضريبة قدره 7,0 مليون ريال عُماني مقارنة بـ 10,5 مليون ريال عماني خلال نفس الفترة من عام 2021. ويعزى هذا الانخفاض إلى الدخل الاستثنائي المسجل في العام الماضي والذي يمثل تحصيل مطالبـة التعويض من شركة التأمين المقدمة من البنك بعد حادثة الاحتيال التي أبلغ عنها البنك في 22 ديسمبر 2020 وبمبلغ 5,9 مليون ريال عُماني. وبالتالي بعد تحييد هذا الدخل – غير المتكرر – البالغ 5,9 مليون ريال عماني ، فيكون صافي الربح قبل الضريبة في النصف الأول من عام 2022 قد ارتفع بنسبة 33٪ مقارنة بالنصف الأول من عام 2021.
وبلغ صافي دخل الفوائد من الخدمات المصرفية التقليدية وصافي الدخل من خدمات التمويل الإسلامي 48,9 مليون ريال عُماني لفترة الستة أشهر المنتهية في 30 يونيو 2022 ، بزيادة قدرها 13٪ مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.
بلغت المصاريف التشغيلية لفترة الستة أشهر المنتهية في 30 يونيو 2022 حوالي 36,6 مليون ريال عُماني مقارنة بـ 34,8 مليون ريال عُماني لنفس الفترة من عام 2021.
ارتفع صافي القروض والسلفيات بما في ذلك التمويل الإسلامي بنسبة 9٪ ليصل إلى 2,907 مليون ريال عُماني مقارنة بـ 2,656 مليون ريال عُماني في 30 يونيو 2021، و بلغت ودائع العملاء 2,889 مليون ريال عُماني حتى نهاية النصف الأول من عام 2022، مقارنة ب 2,708 مليون ريال عُماني بزيادة قدرها 7٪ كما في 30 يونيو 2021.
سجل صافي مخصصات خسائر الائتمان المتوقعة 16,4 مليون ريال عُماني في فترة الستة أشهر المنتهية في 30 يونيو 2022 مقارنة بـ 14,6 مليون ريال عُماني لنفس الفترة من عام 2021. وتعزى هذه الزيادة إلى ارتفاع الخسائر الائتمانية المتوقعة في قطاع الشركات وذلك تماشياً مع النهج الحكيم والحصيف الذي يتبعه البنك في ظل ظروف السوق الحالية الصعبة.
أداء الشركة الأم
سجل بنك عُمان العربي صافي ربح بعد الضريبة قدره 4,2 مليون ريال عُماني في النصف الأول من عام 2022. وبتحييد أثر الدخل الاستثنائي البالغ 5,9 مليون ريال عُماني من مطالبة التأمين المسجلة في العام الماضي، فقد ارتفع صافي الربح قبل الضريبة للنصف الأول من عام 2022 بنسبة 31٪ . وبالمثل، أظهر الدخل التشغيلي وأرباح التشغيل نمواً صحياً بنسبة 7,4٪ و 13,6٪ على التوالي مقارنة بالنصف الأول من عام 2021، و ذلك بعد تحييد أثر مطالبة التأمين البالغة 5,9 مليون ريال عُماني. في حين نما صافي دخل الفوائد بنسبة 11٪ نتيجة للنمو الصحي في محفظة القروض. بينما ارتفعت المصاريف التشغيلية بشكل طفيف بمقدار 0,9 مليون ريال عُماني لتصل إلى 26,7 مليون ريال عُماني في فترة الستة أشهر المنتهية في 30 يونيو 2022 مقارنة بـ 25,8 مليون ريال عُماني في عام 2021.
نما صافي القروض والسلفيات بنسبة 9٪ ليصل إلى 2,073 مليون ريال عماني في 30 يونيو 2022 ، مقارنة بـ 1,906 مليون ريال عُماني لنفس الفترة من العام الماضي. بينما بلغت ودائع العملاء 2,013 مليون ريال عُماني كما في 30 يونيو 2022 مقارنة بـ 1,902 مليون ريال عُماني كما في 30 يونيو 2021.
بنك العز الإسلامي
حقق بنك العز الإسلامي خلال النصف الأول من عام 2022 صافي ربح قدره 2,9 مليون ريال عُماني مقارنة بـ 2,4 مليون ريال عُماني لنفس الفترة من العام الماضي. و بلغت ذمم التمويل 835 مليون ريال عُماني كما في 30 يونيو 2022، مقارنة بمبلغ 751 مليون ريال عُماني كما في 30 يونيو 2021 ، في حين بلغت ودائع العملاء 875 مليون ريال عُماني، وبزيادة بلغت 9٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
الخدمات و المنتجات المصرفية
تأكيدا على مكانته الرائدة في القطاع المصرفي بالسلطنة، واصل بنك عُمان العربي جهوده في دعم المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص عبر مختلف الوسائل المالية، حيث رسّخ مكانته في مجال توفير منصة أمانة لخدمات الدفع للمعاملات التجارية الإلكترونية، إذ جرى اختياره مؤخراً كمزود حصري للدفع لبعض الجهات واكتسب بذلك زخماً جديداً لتوسيع نطاق خدماته في سوق منصات الدفع الالكتروني ودخوله كمزود خدمة موثوق به.
ومن جانب آخر، حرص البنك على تحديث وتطوير منصته الرقمية وإثراء تجربة عملائه، حيث حدّث في الربع الثاني من هذا العام برنامج الولاء «مكافآت بنك عُمان العربي» ودمجه بالكامل مع تطبيق الهاتف النقال التابع للبنك والخدمات المصرفية عبر الإنترنت. وتتمحور آلية برنامج الولاء حول منح العملاء مكافآت تتناسب مع مستوى إنفاقهم باستخدام بطاقات الائتمان من بنك عُمان العربي، حيث كلما أنفق العميل أكثر في عملية الشراء، زادت في المقابل النقاط التي يحصل عليها من البرنامج والتي يمكنه الاستفادة منها في عمليات الشراء المستقبلية لدى متاجر مختلفة مع خيار الدفع من خلال أجهزة نقاط البيع، وهذا بالإضافة إلى خيار الاسترداد النقدي إلى حساب العميل. كما يمكن لعملاء بنك عمان العربي الاطلاع على نقاط المكافآت الحالية والسابقة وتفاصيل المعاملات باستخدام التطبيق أيضاً.
قام بنك العز الإسلامي من جهته موخرا بتحديث تطبيقه على الهواتف الذكية بحيث يتضمن العديد من المزايا ، يأتي في مقدمتها تغيير واجهة التطبيق بشكل كلي لتكون أكثر جاذبية ومريحة لتعزيز تجربة العملاء، مع توفير خيارات التقدم بطلب الحصول على الخدمات و المنتجات المصرفية المختلفة. و تجدر الاشارة هنا مع تبني ثقافة الإبتكار في داخل البنك، قد تضاعف عملاء الخدمات المصرفية عبر الهواتف الذكية والخدمات المصرفية عبر الإنترنت،علما ان الزيادة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي بلغت 26%.
تنمية الموارد البشرية
في إطار سعي البنك نحو تطوير كفاءات ومهارات موظفيه في شتى المجالات وتعزيز دوره لخدمة مختلف شرائح المجتمع، أطلق البنك برنامج متخصص في لغة الإشارة بالتعاون مع أحد المعاهد المتخصصة في هذا المجال، حيث شارك في البرنامج أكثر من 100 موظف. ويهدف البرنامج إلى تمكين موظفي خدمة العملاء بفروع البنك على تقديم الخدمات المصرفية للأشخاص ذوي الاحتياجات السمعية الخاصة من خلال لغة الإشارة وتزويدهم بالمهارات اللازمة التي تساعدهم على التواصل مع هذه الفئة بمهنية عالية. وفي سياق متصل، جهز البنك أربعة عشر فرعاً حول السلطنة لتقديم الخدمات المصرفية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في السمع والنطق.
و في إطار الحفاظ على الممارسات الفعّالة وترسيخ ثقافة الالتزام، نظم البنك مجموعة من ورش العمل حول معيار الافصاح المشترك الخاص بتبادل المعلومات للاغراض الضريبية – منظمة التعاون والتنميه الاقتصادية (Common Reporting Standards – OECD) وقانون الالتزام بالمتطلبات الضريبية للحسابات الأجنبية الأمريكي (Foreign Account Tax Compliance Act) وذلك بالتعاون مع خبراء متخصصين في هذا المجال، حيث شارك في هذه الورش أكثر من 400 موظفاً بالبنك.
كما دشّن بنك العز الإسلامي مؤخراً برنامج رواد العز الذي يهدف إلى تأهيل القيادات المتوسطة بالإرتباط مع جامعة هارفارد المرموقة ويستمر لمدة ستة أشهر متواصلة، حيث يستهدف البرنامج تأهيل 60 موظفا كل عام وعلى دفعتين وكل دفعة تتكون من 30 شخصاً. وفي سياق مبادرات البنك نحو دعم أبناء المجتمع وسعيا لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة، فتح البنك المجال لعدد من موظفي المؤسسات الأخرى للمشاركة في هذا البرنامج. وبجانب الورش والمحاضرات سيتطلب من المشاركين إجراء لقاءات مع مجموعة من القيادات التي حققت نجاحا باهرا في تطوير أعمالها، وكذلك القيام بزيارات ميدانية لعدد من المؤسسات بالقطاعات الاقتصادية المختلفة بهدف التعرف على إنجازاتها المتميزة في تقديم الخدمات. وفي نهاية البرنامج يقدم المشاركين مشروع التخرج في إطار شرح تقديمي وأفكار ستُناقش بإسهاب من قبل لجنة التحكيم بهدف بحث إمكانية تطبيقها في الواقع العملي.
الاستدامة والمسؤولية المجتمعية
انطلاقا من رؤيته المستقبلية حول ضرورة تعزيز الاستدامة في نطاق العمل، نظم بنك عُمان العربي في الربع الثاني من هذا العام برنامجاً تدريبياً أُطلق عليه «الابتكار في العمل المؤسسي» لدعم جهود جمعية المرأة العُمانية، حيث يهدف البرنامج إلى تمكين المزيد من النساء للتألق في مسيرتهن المهنية وتعزيز أدائهن في مختلف بيئات العمل، ورفع مستوى إنتاجيتهن من خلال إتباع طرق جديدة لتنفيذ المهام، وأيضا تزويدهن بأساليب التفكير النقدي لحل المشكلات وتجاوز التحديات.
وبهدف تعزيز الشمول المالي، أطلق البنك مؤخراً سلسلة من المقاطع المرئية التوعوية تحت عنوان «نصيحة مالية» تهدف إلى تعزيز ثقافة الأفراد المالية والمساعدة في مواجهة التحديات التى يواجهها الشباب من خلال الإجابة على الاستفسارات التي يتلقاها البنك عند تفاعله مع هذه الفئة، الأمر الذي يؤكد منهجية البنك في وضع العميل أولا وإجراء محادثات مثمرة و بناءة معه. كما تساهم هذه السلسلة في ردم الفجوة المعرفية في المجال المصرفي من جهة وبناء ثقة المتعاملين مع البنك من جهة أخرى، حيث تتطرق إلى قضايا بالغة الأهمية لشريحة الشباب، مثل قروض السيارات والقروض السكنية والشخصية، وتكاليف الزواج وأساليب التوفير المختلفة، وكيفية إدارة الأعمال بطريقة تضمن الاستقرار في المستقبل.
وفي سياق الدور المستمر لبنك عُمان العربي نحو تنمية المجتمع المحلي ودعم المبادرات الوطنية في مختلف الظروف والمناسبات، فقد ظفر البنك بجائزة مرموقة في مجال المسؤولية المجتمعية مؤخراً خلال حفل نظمته وزارة التنمية الاجتماعية لتكريم المؤسسات الحكومية والأهلية الداعمة لبرامج المسؤولية الاجتماعية للوزارة. والذي يجسد جهود البنك الدؤوبة في خدمة المجتمع وأبنائه خلال الفترة المنصرمة، حيث يدرك البنك بأن مسؤولياته تمتد إلى كافة أطياف المجتمع وليس فقط تجاه عملائه وموظفيه ومساهميه، بهدف تحقيق المنافع المستدامة و المساهمة في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد والهادفة إلى إيجاد مستقبل مشرق للسلطنة وأبنائها.
ومن جهته وللسنة التاسعة على التوالي واصل بنك العز الإسلامي دوره الإنساني تجاه المجتمع في شهر رمضان المبارك بتوزيع السلة الغذائية الرمضانية على الأسر العفيفة في مختلف محافظات وولايات السلطنة، وتأتي هذه المبادرة استكمالاً لدور البنك في مجال التكافل الاجتماعي وتعزيز شراكته مع المجتمع.
في الختام
بالنيابة عن مجلس الإدارة، أود أن أشكر حكومتنا الرشيدة على الدور المميز الذي تقوم به في جميع المجالات وبالأخص في الجوانب الاقتصادية والصحية والاجتماعية. والشكر أيضا موصول إلى الجهات التنظيمية والرقابية المتمثلة في البنك المركزي العُماني والهيئة العامة لسوق المال على دعمهم المستمر وكذلك إلى جميع المساهمين والعملاء والموظفين على ثقتهم. ويسعدنا في الختام أن نتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى المقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – وقيادته الحكيمة ورؤيته السديدة لمستقبل البلاد، داعين المولى عز وجل أن يديمه ذخراً وسنداً لعُمان وشعبها الوفي.
والله ولي التوفيق،،،
رشاد الزبير
رئيس مجلس الإدارة
رشاد الزبيـر
رئيس مجلس الإدارة